كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



ثم أخبر عن الأَتباع والمتبوعين بقوله: {فإنَّهم يومَئذٍ في العذاب مُشْترِكونَ} والمجرِمون هاهنا: المشركون، {إنَّهم كانوا} في الدُّنيا {إذا قيل لهم لا إله إلا اللهُ} أي: قولوا هذه الكلمة {يَسْتَكْبِرون} أي: يَتَعَظَّمُون عن قولها {ويقولون أئنّا لَتَارِكو آلهتِنا} المعنى: أَنَتْرُكُ عبادة آلهتنا {لِشاعرٍ} أي: لاتِّباع شاعر؟! يعنون رسولَ الله صلى الله عليه وسلم، فردَّ الله عليهم فقال: بل أي: ليس الأمر على ما قالوا، بل {جاءَ بالحَقِّ} وهو التوحيد والقرآن.
{وصدَّق المُرسَلينَ} الذين كانوا قبله؛ والمعنى: أنه أتى بما أتَوْا به.
ثم خاطب المُشركين بما يعد هذا إلى قوله: {إلاّ عبادَ الله المُخْلَصِينَ} يعني الموحِّدين.
قال أبو عبيدة: والعرب تقول: إنَّكم لَذاهبون إلاّ زيدًا، وفي ما استثناهم منه قولان:
أحدهما: من الجزاء على الأعمال، فالمعنى: إنّا لا نؤاخذهم بسوء أعمالهم، بل نَغْفِرُ لهم، قاله ابن زيد.
والثاني: من دون العذاب؛ فالمعنى: فإنهم لا يذوقون العذاب، قاله مقاتل.
قوله تعالى: {أولئك لهم رِزْقٌ معلومٌ} فيه قولان:
أحدهما: أنه الجنة، قاله قتادة.
والثاني: أنه الرِّزق في الجنة، قاله السدي.
فعلى هذا، في معنى {معلوم} قولان:
أحدهما: أنه بمقدار الغَداة والعَشِيّ، قاله ابن سائب.
والثاني: أنهم حين يشتهونهُ يؤتَون به، قاله مقاتل.
ثم بيَّن الرِّزق فقال: {فواكهُ} وهي جمع فاكهة وهي الثِّمار كلُّها، رَطْبها ويابسها {وهم مُكْرَمون} بما أعطاهم الله.
وما بعد هذا قد تقدم تفسيره [الحجر: 47] إلى قوله: {يُطافُ عليهم بكأسٍ مِنْ مَعينٍ} قال الضحاك: كلُّ كأس ذُكِرتْ في القرآن، فإنما عُنيَ بها الخمر، قال أبو عبيدة: الكأس الإناء بما فيه، والمَعين: الماء الطَّاهر الجاري.
قال الزجاج: الكأس الإِناء الذي فيه الخمر، ويقع الكأسُ على كل إناءٍ مع شرابه، فإن كان فارغًا فليس بكأس، والمَعين: الخمر تجري كما يجري الماء على وجه الأرض من العُيون.
قوله تعالى: {بيضاءَ} قال الحسن: خمر الجنة أشدُّ بياضًا من اللَّبَن.
قال أبو سليمان الدمشقي: ويدل على أنه أراد بالكأس الخمر، أنه قال: {بيضاءَ} فأنَّث، ولو أراد الإناء على انفراده، أو الإِناء والخمر، لقال أبيض.
وقال ابن جرير: إنما أراد بقوله: {بيضاءَ} الكأس، ولتأنيث الكأس أنّثت البيضاء.
قوله تعالى: {لَذَّةٍ} قال ابن قتيبة: أي: لذيذة، يقال: شراب لِذاذ: إِذا كان طَيِّبًا.
وقال الزجاج: أي: ذات لَذَّة.
{لا فيها غَوْلُ} فيه سبعة أقوال:
أحدها: ليس فيها صُداع، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: ليس فيها وجع بطن، رواه العوفي عن ابن عباس، وبه قال مجاهد، وابن زيد.
والثالث: ليس فيها صُداع رأس، قاله قتادة.
والرابع: ليس فيها أذى ولا مكروه، قاله سعيد بن جبير.
والخامس: لا تَغتال عقولهم، قاله السدي.
وقال الزجاج: لا تَغْتالُ عقولَهم فتذهب بها ولا يُصيبهم منها وجع.
والسادس: ليس فيها إثم، حكاه ابن جرير.
والسابع: ليس فيها شيء من هذه الآفات، لأن كُلَّ مَنْ ناله شيء من هذه الآفات، قيل: قد غالَتْه غُوْل، فالصواب أن يكون نفي الغَوْل عنها يَعُمُّ جميع هذه الأشياء، هذا اختيار ابن جرير.
قوله تعالى: {ولاهم عنها يُنْزَفونَ} قرأ حمزة، والكسائي: بكسر الزاي هاهنا وفي [الواقعة: 19].
وفتح عاصم الزاي هاهنا، وكسرها في [الواقعة: 19].
وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر: بفتح الزّاي في السُّورتين، قال الفراء: فمن فتح، فالمعنى: لا تِذهبُ عقولهم بُشربها، يقال للسكران: نَزيف ومَنزوف؛ ومن كسر، ففيه وجهان:
أحدهما: لا يُنْفِدون شرابهم، أي: هو دائم أبدًا.
والثاني: لا يَسْكَرون، قال الشاعر:
لَعَمْري لَئِنْ أَنْزَفْتُمُ أو صَحَوْتُمُ ** لَبِئْسَ النَّدامَى كُنْتُمُ آلَ أَبْجَرَا

قوله تعالى: {وعندهم قاصراتُ الطَّرْفِ} فيه قولان:
أحدهما: أنهنَّ النِّساءُ قد قصرن طَرْفهنَّ على أزواجهنَّ فلا يَنْظُرْنَ إلى غيرهم، وأصل القَصْر: الحبس، قال ابن زيد: إنَّ المرأة منهنَّ لَتقولُ لزوجها: وعِزَّةِ ربِّي ما أرى في الجنَّة شيئًا أحسنَ منكَ، فالحمد لله الذي جعلني زوجكَ وجعلكَ زوجي.
والثاني: أنهنَّ قد قَصَرن طَرْف الأزواج عن غيرهنَّ، لكمال حُسنهنّ، سمعتُه من الشيخ أبي محمد ابن الخشّاب النحوي.
وفي العِين ثلاثة أقوال:
أحدها: حِسانُ العُيون، قاله مجاهد.
والثاني: عِظام الأعيُن، قاله السدي، وابن زيد.
والثالث: كِبار العُيون حِسانُها، وواحدتُهنَّ عَيْناء، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {كأنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنونٌ} في المراد بالبَيْض هاهنا ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه اللؤلؤ، رواه عليّ بن أبي طلحة عن ابن عباس، وبه قال أبو عبيدة.
والثاني: بَيْضُ النَّعام، قاله الحسن، وابن زيد، والزجاج.
قال جماعة من أهل اللغة: والعرب تُشَبِّه المرأةَ الحسناءَ في بياضها وحُسْن لونها بِبَيْضَة النَّعامة، وهو أحسن ألوان النساء، وهو أن تكون المرأة بيضاءَ مُشَرَّبَةٍ صُفْرَةً.
والثالث: أنه البَيْض حين يُقْشَر قبل أن تَمَسَّه الأيدي، قاله السدي، وإلى هذا المعنى ذهب سعيد بن جبير، وقتادة، وابن جرير.
فأما المكنون، فهو المصون.
فعلى القول الأول: هو مكنون في صَدَفِهِ، وعلى الثاني: هو مكنون بريش النَّعام، وعلى الثالث هو مكنون بقشرة.
قوله تعالى: {فأقَبلَ بعضُهم على بعض} يعني أهل الجنة {يتساءلون} عن أحوال كانت في الدنيا.
{قال قائل منهم إِنِّي كان لي قَرِينٌ} فيه أربعة أقوال:
أحدها: أنه الصّاحب في الدنيا.
والثاني: أنه الشريك رويا عن ابن عباس.
والثالث: أنه الشيطان، قاله مجاهد.
والرابع: أنه الأخ؛ قال مقاتل: وهما الأَخوان المذكوران في سورة [الكهف: 32] في قوله: {واضْرِب لهم مَثَلًا رَجُلَينِ} والمعنى: كان لي صاحب أو أخ يُنْكِر البعث، {يقول أَئنَّكَ لَمِنَ المُصَدِّقِينَ} قال الزجاج: هي مخففة الصاد، من صدَّق يصدِّق فهو مصدِّق، ولا يجوز هاهنا تشديد الصاد.
قال المفسرون: والمعنى: أئنَّك لَمِن المُصَدِّقِين بالبعث؟ وقرأ بكر بن عبد الرحمن القاضي عن حمزة {المُصَّدِقِينَ} بتشديد الصاد.
قوله تعالى: {أَئنا لَمَدِينُونَ} أي: مَجْزِيُّون بأعمالنا؛ يقال: دِنْتُهُ بما صنع، أي: جازيته، فأحَبَّ المؤمِنُ أن يَرى قرينَه الكافر، فقال لأهل الجنَّة، {هل أنتم مُطْلِعُونَ} أي: هل تحبُّون الاطِّلاع إِلى النَّار لتَعْلَمُوا أين منزلتُكم من منزلة أهلها؟ وقرأ ابن عباس، والضحاك، وأبو عمران، وابن يعمر: {هل أنتم مُطْلِعُونَ} بإسكان الطاء وتخفيفها {فأطْلِعَ} بهمزة مرفوعة وسكون الطاء.
وقرأ أبو رزين، وابن أبي عبلة: {مُطلِعونِ} بكسر النون.
قال ابن مسعود: اطَّلع ثم التفت إلى أصحابه فقال: لقد رأيتُ جماجم القوم تغلي؛ قال ابن عباس: وذلك أن في الجنة كُوىً ينظُر منها أهلُها إِلى النار.
قوله تعالى: {فرآه} يعني قرينة الكافر {في سَواءِ الجحيم} أي: في وسَطها.
وقيل: إِنما سمي الوسَط سَواءً، لاستواء المسافة منه إلى الجوانب.
قال خُليد العَصْري: واللهِ لولا أنَّ الله عرَّفه إَيَّاه، ما عرفه، لقد تغيَّر حَبْرُه وسِبْرُه.
فعند ذلك {قال تالله إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ} قال المفسرون: معناه: واللهِ ما كِدْتَ إلاّ تُهْلِكني؛ يقال: أرديتُ فلانًا أي: أهلكْته {ولولا نِعْمةُ ربِّي} أي: إنعامه عليَّ بالإِسلام {لَكُنْتُ مِنَ المُحْضَرِينَ} معك في النّار.
قوله تعالى: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ} فيه ثلاثة أقوال.
أحدها: أنه إذا ذُبح الموت، قال أهل الجنة: {أفَمَا نحن بميِّيتنَ إِلاّ مَوْتَتَنا الأُولى} التي كانت في الدنيا {وما نحن بمعذَّبِينَ} فيقال لهم: لا؛ فعند ذلك قالوا: {إنْ هذا لَهُوَ الفَوْزُ العظيمُ} فيقول الله تعالى: {لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العامِلونَ} قاله ابن السائب.
وقيل: يقول ذلك للملائكة.
والثاني: أنه قول المؤمن لأصحابه، فقالوا له: إنك لا تموت، فقال: {إنْ هذا لَهُوَ الفَوْزُ العظيمُ} قاله مقاتل.
وقال أبو سفيان الدمشقي: إِنما خاطب المؤمنُ أهلَ الجنة بهذا على طريق الفرح بدوام النَّعيم، لا على طريق الاستفهام، لأنه قد عَلِمَ أنَّهم ليسوا بميِّتين، ولكن أعاد الكلام ليزداد بتكراره على سمعه سرورًا.
والثالث: أنه قول المؤمن لقرينه الكافر على جهة التوبيخ بما كان يُنْكِره، ذكره الثعلبي.
قوله تعالى: {لِمِثل هذا} يعنى النعيم الذي ذَكَره في قوله: {أولئك لهم رزق معلوم} [الصافات 41] {فَلْيَعْمَلِ العامِلُونَ} وهذا ترغيب في طلب ثواب الله عز وجل بطاعته.
{أذَلكَ خَيْرٌ} يشير إلى ما وصف لأهل الجنة {نُزُلًا} قال ابن قتيبة: أي رزقًا.
ومنه: إقامةُ الأنْزال، وأنزال الجنود: أرزاقُها.
وقال الزجاج: النُّزل هاهنا الرَّيْع والفضل، يقال: هذا طعام له نُزْل ونُزُل، بتسكين الزاي وضمها؛ والمعنى: أذلك خير في باب الأنزال التي تُتَقوَّت ويمكن معها الإِقامة، أم نُزُل أهل النار؟! وهو قوله: {أَمْ شجرةُ الزَّقُّومِ}.
واختلف العلماء هل هذه الشجرة في الدنيا، أم لا؟.
فقال قطرب: هي شجرة مُرَّة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر.
وقال غيره: الزَّقُّوم ثمرة شجرة كريهة الطَّعم.
وقيل: إِنها لا تُعرف في شجر الدنيا، وإنما هي في النار، يُكرَه أهلُ النار على تناولها.
قوله تعالى: {إِنَّا جعلْناها فتنة للظالمين} يعني للكافرين.
وفي المراد بالفتنة ثلاثة أقْوال:
أحدها: أنه لما ذكر أنها في النار، افتُتنوا وكذَّبوا، فقالوا: كيف يكون في النار شجرة، والنار تأكل الشجر؟! فنزلت هذه الآية، قاله قتادة.
وقال السدي: فتنة لأبي جهل وأصحابه.
والثاني: أن الفتنة بمعنى العذاب، قاله ابن قتيبة.
والثالث: أن الفتنة بمعنى الاختبار اختُبروا بها فكذَّبوا، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {تَخْرُجُ في أَصْلِ الجَحيمِ} أي: في قَعْر النّار.
قال الحسن: أصلُها في قَعْر النّار، وأغصانها ترتفع إلى دَرَكاتها {طَلْعُها} أي: ثمرها، وسُمِّي طَلْعًا، لطلوعة {كأنَّهُ رُؤوس الشياطينِ}.
فإن قيل: كيف شبَّهها بشيءٍ لم يُشاهَد؟ فعنه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه قد استقرَّ في النفوس قُبح الشياطين وإِن لم تُشاهَد فجاز تشبيهها بما قد عُلِمَ قُبحه.
قال امرؤ القيس:
أيَقْتُلُنِي والمَشْرَفِيُّ مُضَاجِعِي ** ومَسْنُونَةٌ زُرْقٌ كأَنْيَاب أغْوالِ

قال الزجاج: هو لم ير الغُول ولا أنيابها، ولكن التمثيل بما يُستقبَح أبلغ في باب المذكّر أن يُمثَّل بالشياطين، وفي باب المؤنَّث أن يشبَّه بالغُول.
والثاني: أن بين مكة واليمن شجر يسمى: رؤوس الشياطين، فشبَّهها بها، قاله ابن السائب.
والثالث: أنه أراد بالشياطين: حيّات لها رؤوس ولها أعراف، فشبَّه طلعها برؤوس الحيّات، ذكره الزجاج.
قال الفراء: والعرب تسمِّي بعض الحيّات شيطانًا، وهو حيّة ذو عُرْف قبيحُ الوجه.
قوله تعالى: {فإنَّهم لآكلون منها} أي: من ثمرها {فمالئون منها البُطونَ} وذلك أنهم يُكْرَهون على أكَلها حتى تمتلىء بطونهم.
{ثُمَّ إنَّ لَهُمْ عليها لَشَوْبًا من حَمِيمٍ} قال ابن قتيبة: أي: لَخلْطًا من الماء الحارِّ يشربونه عليها.
قال أبو عبيدة: تقول العرب كلُّ شيء خَلَطْتَه بغيره فهو مشوب.
قال المفسرون: إذا أَكلوا الزَّقُّوم ثم شربوا عليه الحميم، شابَ الحميمُ الزَّقُّوم في بطونهم فصار شَوْبًا له.
{ثُمَّ إنَّ مَرْجِعهم} أي: بعد أكل الزَّقُّوم وشُرب الحميم {لإلى الجحيم} وذلك أن الحميم خارج الجحيم، فهُم يوردَونه كما تورَد الإبلُ الماءَ، ثم يُرَدُّونَ إلى الجحيم؛ ويدُلُّ على هذا قولُه: {يَطُوفون بَيْنَها وبَيْنَ حَميمٍ آنٍ} [الرحمن: 44]، و{ألْفَوْا} بمعنى وَجَدوا و{يُهْرَعُون} مشروح في [هود: 78]، والمعنى: أنهم يتَّبعون آباءَهم في سرعة {ولقد ضَلًَّ قَبْلَهم} أي: قَبْلَ هؤلاء المشركين {أكثرُ الأوَّلِينَ} من الأمم الخالية.
قوله تعالى: {إِلاَ عِبادَ اللهِ المُخْلَصِينَ} يعني الموحِّدين، فإنهم نجوا من العذاب.
قال ابن جرير: وإِنما حَسُن الاستثناء، لأن المعنى: فانْظُر كيف أهلكْنا المُنْذَرِين إلا عباد الله.
{ولقد نادانا نوحٌ} أي: دعانا.
وفي دعائه، قولان:
أحدهما: أنه دعا مستنصِرًا على قومه.
والثاني: أن ينجيَه من الغرق {فَلَنِعْمَ المُجِيبونَ} نحن؛ والمعنى: إِنَّا أَنجيناه وأهلكنا قومه.
وفي {الكَرْب العظيم} قولان:
أحدهما: أنه الغرق.
والثاني: أذى قومه.
{وجعلْنا ذُرِّيَّتَه هُمُ الباقين} وذلك أن نسل أهل السفينة انقرضوا غير نسل ولده، فالناس كلهُّم من ولد نوح، {وتَرَكْنا عليه} أي: تَرَكْنا عليه ذِكْرًا جميلًا {في الآخِرِين} وهم الذين جاؤوا بعده إلى يوم القيامة.
قال الزجاج: وذلك الذِّكْر الجميل قوله: {سلامٌ على نوحٍ في العالَمِينَ} وهم الذين جاؤوا من بعده.
والمعنى: تَرَكْنا عليه أن يُصَلَّى عليه في الآخِرِين إِلى يوم القيامة {إنَّا كذلك نَجْزي المُحسنِينَ} قال مقاتل: جزاه اللهُ بإحسانه الثَّناءَ الحَسَنَ في العالمين. اهـ.